لاحظت عدم تفاؤل عند إقرار زيادات حكومية على رواتب موظفي القطاع العام ، هل هذا شيء طبيعي ؟؟
من سرق فرحة الناس ؟؟ .... التجار
هذا ما سمعته من الناس ، و هم في حالة صدمة من حالة التضخم التي تحيط بكل شيء حولهم ، و بعد الصدمة هنالك نقمة و غضب و كبت نفسي عنيف يوشك أن يتحول إلى انفجار و ثورة ضد التجار ، و وسط هذه المعمعة تنخفض مؤشرات الولاء و الحب و الثقة في الأجهزة الحكومية التي تقف موقف المتفرج أو تكتفي بإدانات و فرقعات صوتية لا تقدم أو تؤخر .
قبل أشهر عاقبت الصين أكبر سلسلتي متاجر في الولايات المتحدة و فرنسا بتهمة التلاعب بالأسعار و غش المستهلكين في فروع هذه المتاجر في الصين ، و خبر مثل هذا يدل أن عمل الأجهزة الرقابية المعنية بحماية المستهلك هو عمل جدي و ملموس و قائم ، بخلاف ما يحدث عندنا ، و وسط مظاهر احتكار و أحيانا تنسيق بين تجار السلعة الواحدة لرفع السعر فإنك تجد جمود شديد في اتخاذ رد فعل حكومي ، بل صار المواطن يخشى أن تصرح وزارة التجارة أو تحذر من التلاعب بقيمة سلعة ما ، لأن ما يحدث بعد هذا التحذير هو ارتفاع فوري في قيمة هذه السلعة ، في دلالة واضحة على شدة استخفاف و استهانة التجار بوزارة التجارة .
حسن ، هنالك غضب ضد وزارة التجارة و غضب ضد التجار ، ماذا نصنع في شحنة الغضب هذه ..
بقائها مشكلة للمواطن و قد تنفجر بصورة مؤذية اجتماعيا أو حتى على مستوى حياته الشخصية و العائلية
كيف يستطيع الناس إيصال رسالتهم بكل وضوح و يشعرون أنهم قاموا بكل ما لديهم لتحويل غضبهم إلى طاقة إيجابية بناءة ؟؟
الصحافة ليست الحل فهي تقبض ثمن الإعلانات من التجار و لن تغضبهم و ستخفي كثيرا من الحقائق . و حتى لو تحدثت الصحافة فإن كلامها لن يغير كثيرا .
الحل قد يكون في الإنصات الحقيقي إلى هموم الناس و مطالبهم و العمل على تحقيقها بكافة السبل ، الإنصات الآن و .. قبل فوات الأوان ...