سوسن الشاعر
صحيفة الوطن - العدد 1934 الأثنين 28 مارس 2011
لقد انكشف مخطط كبير كان معداً* لإقامة جمهورية إسلامية في* الخليج العربي* بأكمله لا في* البحرين فحسب،* وهذه حقيقة لابد أن ننبه لها وضرورة فتح ملفها بالكامل*.
لقد كان استعجال عبدالوهاب حسين ومشيمع وحزب الله البحريني* بالإعلان عن* ''الجمهورية الإسلامية*'' في* البحرين قبل أن تنضج وتتهيأ الأجواء في* بقية دول الخليج،* وقد كان استعجاله هذا سبباً* رئيساً* في* إفشال المخطط المرسوم بدقة،* وسواء كان تسرع مشيمع بسبب فخ نصب له ليستدرج لكشف الورقة الأخيرة أو بسبب وهم تصوره بغياب أو سقوط الدولة فالأمر سيان؛ إذ إن الإعلان جاء ضربة قاصمة أجهضته مبكراً* وعجلت من دخول المملكة العربية السعودية للدفاع عن أمن المملكة العربية السعودية منطلقاً* من أمن البحرين*.
تسارع الأحداث أجبر كذلك بقية أدوات المخطط على إسقاط أقنعة الخلايا النائمة لحزب الله وحلفائها من الشيرازيين في* الكويت وفي* المملكة العربية السعودية،* فتبين حجم الإعداد والتأهيل والتنسيق المشترك بين أذرع حزب الله الخليجية*.
وما خطاب نصر الله أو تحرك إيران المحموم في* البداية إلا ارتباك لتسارع الأحداث بشكل لم* يكن في* الحسبان*.
* لقد* غاب عن التحالف الثلاثي* (حق ووفاء والخلاص*) أن البحرين قد فرملت مخططهم منذ اللحظة التي* انسحب فيها الجيش والقوات الأمنية من الشارع،* سحب القوات الأمنية لم* يكن وارداً* ضمن المخطط،* وقرأوا هذه الخطوة قراءة صحيحة وفهموا العكس؛ فهموها علامة ضعف وإشارة لسقوط النظام وتهيئة كاملة لإعلان الجمهورية فقاموا بحرق المراحل في* حين أن الصحيح هو أن البحرين لم تنجر إلى الفخ المنصوب لها كما كان مقرراً*.
الفخ كان بالدفع تجاه الاصطدام المتعمد مع الشرطة والأمن والدفع المتعمد بسقوط عدد من الضحايا،* ومن ثم وعن طريق الاستيلاء على طوارئ إحدى المستشفيات* يتم الإيحاء للعالم عن طريق بث فضائي* حي* من المستشفى بمضاعفة أعداد الضحايا والإيحاء بوجود مشروع إبادة جماعية ومجزرة جماعية كي* يجبر المجتمع الدولي* على التدخل لحماية الأبرياء وبذلك الغطاء الدولي* يسقط النظام البحريني* وتعلن الجمهورية الإسلامية في* البحرين،* أما بقية الأنظمة الخليجية فقد هيأت لها الخلايا النائمة بعض الأرضيات كي* تتبعها مستقبلاً* وبعضها كان التصور أنها قد نضجت كما هو حال الكويت وبعضها كما هو في* القطيف والأحساء كان على شوك النهوض*.
حزب الله في* بقية دول الخليج كان مستعداً* للمساندة وقبول فكرة الجمهورية والترويج لها كما رأينا من مواقف صالح عاشور وعدنان عبدالصمد ومحسن جمال وبمساندة تمويلية من عملاء إيران في* الكويت* (محمود حيدر*)،* ومن الزيارات المتكررة المرصودة والمعلنة من نواب في* مجلس الأمة شيعة كويتيين صرحوا بزيارتهم للدوار في* القنوات الإعلامية بلا مواربة*.
ولا ننسى أن حزب الله الكويتي* قد أعد العدة على نار هادئة منذ فترة زمنية بعدد كبير من القنوات الفضائية ومثلها من الصحف ومثلها بدخول مجلس الأمة،* ولتكون أدوات مساندة للمشروع متى ما نضجت الفكرة والإعداد،* ولصعوبة البدء في* الكويت نظراً* لنسبة الشيعة المحدودة هناك كان على المخطط أن* يبدأ في* الحلقة الأضعف وتحت مظلة المطالب المعيشية في* البحرين،* ومن ثم تتحرك الجماعة في* الشرقية في* المملكة العربية السعودية وفي* الكويت حتى تكتمل الصورة*.
اليمن هي* الأخرى ليست بعيدة عن هذا المخطط وبواسطة الحوثيين كانت نية إيران أن تسيطر على باب المندب مثلما تهدد بالسيطرة على مضيق هرمز،* وبهذا تحاصر منابع النفط والجزيرة العربية*.
في* القطيف والأحساء كانت هناك حركات احتجاجية خصصت لها قناة العالم ساعات بث مباشرة ووضعتها إلى جانب الساعات المباشرة البحرينية تحت عنوان واحد* ''الصحوة الإسلامية*''.
وضحت الصورة أم لم تتضح؟
لكن توقف النظام السياسي* البحريني* السريع عن اللجوء للحل الأمني* جاء على* غير المتوقع والمرسوم له،* كان فطنة أتت في* أوانها وإدراك النظام البحريني* أن سقوط عدد أكبر من الضحايا كان* (مطلباً*) كي* يفتح باب تدويل القضية البحرينية،* هذا الإدراك جعلها تسحب قواتها الأمنية وتسحب جيشها ومنحها ذلك القرار الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد طوال الشهر الماضي،* وكسب الرأي* العام الدولي* وتحييده،* حتى لو اضطر النظام في* البحرين فيما بعد للجوء للحل الأمني* فإن المجتمع الدولي* سيتفهم تلك الحاجة والضرورة،* ليس ذلك فحسب؛ بل عكس الآية،* ونجح في* نصب فخ لحزب الله واستدرجه كي* يشعر بالأمان فيكشف عن كل أوراقه*.
وبالفعل هذا الذي* حدث؛ لذلك فإن الوهم الذي* عاشته المعارضة الشيعية بسقوط الدولة والنظام هو الذي* سارع في* خلع القناع الأخير وإسقاط الورقة الأخيرة مما أيقظ العالم لا النظام فقط على حقيقة الوضع في* البحرين*.
ما نريد أن نلفت الانتباه له الآن وبشدة أن ذلك الارتباك أصاب أصحاب المخطط في* جميع دول الخليج لا في* البحرين فحسب،* وعلى رأسهم أصحابه في* الكويت الذي* كانوا* يعدون العدة ولكن على نار هادئة،* فجاء تخبط أصدقائهم في* البحرين ليربكهم ويجعلهم* يسارعون في* المخطط ويكشفوا عن أوراقهم،* حتى وصل الأمر بهم إلى الجرأة في* الهجوم على أي* توحد خليجي* من أي* نوع،* والجرأة على المملكة العربية السعودية والقدوم للدوار في* البحرين والتنسيق معهم،* حتى إذا قبض عليهم* يتولون هم القيادة بدلاً* عنهم*.
دخول الأقطاب الشيعية الكويتية من حزب الله والشيرازيين في* الكويت على المشهد البحريني* جاء بعد زيارة الوفد من جمعية الوفاق للكويت،* وبعد أن اكتشفت البحرين تحركات حزب الله الكويتي* منعت دخول محمود حيدر ومنعت دخول وفد طبي* للكويت الذي* جهز من قبله،* فبدأ أقطاب الشيعة في* الكويت* يسعون لطرح أنفسهم كوسطاء في* حين البعض الآخر* يسعى لإشعال الفتيل في* الشارع الكويتي* بافتعال أزمة من أي* نوع،* ويسعون كذلك لأخذ زمام القيادة من المعارضة البحرينية من أجل تنسيق المواقف ضد النظامين الكويتي* والبحريني*.
الذي* في* الفخ أكبر من العصفور* يا جماعة،* الصورة بدأت تتضح أكثر وأكثر،* أدركت البحرين وأدركت المملكة العربية السعودية تلك الصورة لذلك نأمل أن* يصحو أحبتنا في* الكويت وينتبهوا للفخ المنصوب لهم*.
نأمل من القيادات الكويتية المخلصة الابتعاد حالياً* عن تهييج الشارع الكويتي* وإسكات من* يحاول أن* يهيج الشارع البحريني،* هم* يريدون أن تتخبط الكويت ويريدون أن* يكون هناك حل أمني* في* الكويت*.
ويدفعنا هذا لحث القيادات السعودية البحرينية الكويتية على التنسيق فيما بينهم حتى لو تطلب الأمر عقد قمة ثلاثية سريعة،* فأمن المنطقة كلها مهدد الآن*.
الأمر تعدى قصة المطالب الإصلاحية البحرينية التي* يروج لها الأقطاب الشيعية الكويتية،* والأمر* يتعدى استجواب رئيس الوزراء الكويتي،* ولولا إدراك المملكة العربية السعودية خطورة ما* يجري* الآن في* البحرين على أمنها لما تدخلت وبسرعة،* وهذا الذي* جعل جنون إيران* يصل إلى حد نزع كل الأعراف الدبلوماسية بشكل* غير مسبوق*!!
الآن كل هم حزب الله والشيرازيين الشيعة* (في* لبنان والعراق والكويت والبحرين*) هو عدم توحد الأجندة الخليجية،* فذلك سيجهض المخطط باكراً،* كل همهم وضغطهم الإعلامي* هو عدم توظيف درع الجزيرة والتقليل والتهوين من الخطر الإيراني* فإن ذلك* يعني* وأد المخطط قبل أوانه*.
لذلك نطالب نحن شعوب الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية بعقد قمة ثلاثية وفوراً،* ونأمل من الأخوة في* الكويت عدم تكرار التهاون مرة أخرى فلسنا على استعداد لدفع ثمن تهاونهم مرتين*!!