الظاهر أعجبهم ان الناس التهت بالطماطم الفترة اللي فاتت ، ويبون فعلاَ يشغلون الناس عن أشياء أهم .

الحقيقة ان قمة الجنون أن تكون حياة المجتمع غير منظمة من قبل المسئولين عن تنظيم الحياة الاقتصادية في المجتمع .

عبر العصور ، تطورت المجتمعات البشرية بوجود تنظيم للعلاقات المختلفة في المجتمع ، وعمل الحكومات الوحيد ، والسبب لقيامها هو تنظيم حياة الناس والعلاقات بين مكونات المجتمعات ومنع التجاوزات حتى لا تتحول الحياة الى ما يشبه قانون الغاب .

تدخل الحكومات هنا ليس تنظير لمفهوم (التدخلية) لكنه اجراء تطبيقي ضروري وأساسي في عمل الحكومات. وبدون هذا التدخل اللي هو جزء أساسي من تنظيم المجتمعات يصبح المجتمع فوضى وتنعدم أسباب استمرار الحياة فيه .

عندما أقوم بدوري - كمستهلك - بمقاطعة منتج معين (بسبب عدم وجود تدخل حكومي مفترض) فإن هدفي ينصب على محاولة تعديل سلوك التاجر الى السلوك المعقول و المقبول ، وليس أن استمر بالمقاطعة أبد الدهر وأستغني عن السلعة استغناء أبدي.

يجب تدخل الدولة لتنظيم هذا الجانب الاقتصادي في العلاقات الاقتصادية بفرض القانون وتطبيق العقوبات على المخالف لتعديل سلوكه و حتى أستطيع أن أحصل على ما أحتاج بالمقابل المناسب و بشكل مستمر .

نعم لسنا مجانين عندما نرغب بشراء الطماطم والبطاطس . بل المهمل واللامسئول واللي نسي أصلاَ سبب وجوده ، هو من لا يستطيع تنظيم العلاقة الاقتصادية بين المستهلك و المنتج للحصول على هذه الطميطات والبطيطسات .

يمكن ما نهتم بارتفاع أسعار الألماس ولا تنظيم أسعاره لأنه سلعة ما تهم الشريحة العظمى في المجتمع ، لكن طماطم وبطاطس ؟؟؟؟ وش بقى ؟؟

ونرجع للسؤال . من المجنون هنا ؟