ها قد انتصرت إرادة العالم "الحر"، وأطلق سراح المدون.. فلم تطق منظمات العالم الخارجية وأحذيتها المحلية أن يظل المدون المهرطق وراء القضبان لما يزيد عن عشرة أيام، واحتشد العالم، وجاء بقضه وقضيضه ليسأل عن المدون المحتجز بعد قضائه محكوميته..
ارتعشت منظمة العفو الدولية فالمدون قد أصيب بنزلة برد شديدة.. إنه يسعل.. لقد أهين وضرب.. إنه يقضي العيد خلف الجدران!! محامون، صحف تغطي، منظمات حقوقية تنتحب.. كيف للولد أن يقضى عشرة أيام بكاملهم حبيساً رغم قضائه مدة عقوبته؟ لماذا حوكم من الأصل؟ ألأنه قد جدف بالدين ونشر الهرطقة وسب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين وكره الإسلام وسلطته؟! وما العيب في ذلك، أليست هي "حرية الرأي والتعبير" التي لا تراها أعين الحقوقيين والأذناب إلا في مثل هذا الموضع؟!
لقد عميت أعينهم أن ترى المئات من غير المدون، ناشطين، وأصحاب رؤى سياسية، مقيدين في الأصفاد، وتجاهلوا أصحاب العلل والأمراض فلم يحفلوا إلا بعطسات مدونهم وزكامه؛ فكانوا بحق النموذج القاهر الفاجر للمنظمات الحقوقية المنافقة التي لا تحمل الخير لأبناء هذا الوطن، الحانقة على مقدساته وقيمه وثوابته.
تعلمون، لم يكن للمدون السجين من رصيد مهني إلا عدة مقالات قليلة نشرت في مواقع إيلاف ذي التوجه المعروف ومواقع أقباط المهجر ومدونته الشخصية لم تكن تجاوز العشرة على ما أذكر، ولم تكن تحمل من أبسط قواعد المهنية اللغوية والصحفية شيئاً، لكنها كانت كفيلة بأن تجعل الشاب في قلب الإعلام العربي المتغرب وعينه، وتكتظ الصحف "المستقلة" والمواقع اليسارية بنداءات ومطالبات للإفراج عنه، وتحمر له أنوف منظمات حقوق التجديف العربية، واعذروني أن أنقل ما قال القضاء أنه ازدراء بالأديان؛ فإن ناقله ليس بكافر، وإنما يتوجب أن نقف على أقوال من احتشدت له الجهود ضاغطة من أجل "الحرية" قبل أيام من الانتخابات التي لا تسمع عنها تلك المنظمات وإعلامها المغترب..