اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الراسي
لا ادري لماذا تفكيركم يشطح الى غرائزكم الجنسية ؟ هؤلاء اطفال في عمر الزهور تفكيرهم يختلف عن تفكيركم الناضج .
اتمنى ان تعيدو النظر في ارائكم وتفكروا بالفضيلة .
|
ياليت تركز أكثر في قراءة الردود يا الراسي
وسبق وأن نقلت لك كلام الشيخ علي الطنطاوي
وهذا كلامه
الرجاء..الرجاء..القراءة بتأمل..وتأني
الشيخ على الطنطاوي يحذرنا من الإختلاط
يقول
:
بدأ الاختلاط من رياض الأطفال
ولما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون الصغار من الصبيان والصغيرات من البنات
ونحن لا نقول أن لبنت خمس سنين عورة يحرم النظر إليها كعورة الكبيرة البالغة
ولكن نقول أن من يرى هذه تُذَكِّرُهُ بتلك ، فتدفعه إلى محاولة رؤيتها ، ثم إنه قد فسد الزمان ، حتى صار التعدي على عفاف الأطفال ، منكراً فاشياً ، ومرضاً سارياً .. لا عندنا .. بل في البلاد التي نعدُّ أهلها هم أهل المدنية والحضارة في أوربا وأمريكا .
كان أعداء الحجاب يقولون أن اللواط والسحاق - وكل تلك الانحرافات الجنسية - سببها حجب النساء ، ولو مزقتم هذا الحجاب وألقيتموه لخلصتم منها ، ورجعتم إلى الطريق القويم ، وكنا من غفلتنا ومن صفاء نفوسنا نصدقهم ، ثم لما عرفناهم وخبرنا خبرهم ، ظهر لنا أن القائلين بهذا أكذب من مسيلمة !
إن كان الحجاب مصدر هذا الشذوذ .. فخبروني هل نساء ألمانيا وبريطانيا محجبات الحجاب الشرعي ؟!!
فكيف إذن نرى هذا الشذوذ منتشراً فيهم حتى سَنّوا قانوناً يجعله من المباحات ؟!!
ثم إن أصول العقائد .. وبذور العادات .. ومبادئ الخير والشر .. إنما تغرس في العقل الباطن للإنسان من حيث لا يشعر في السنوات الخمس أو الست الأولى من عمره ، فإذا عودنا الصبي والبنت الاختلاط فيها ؛ ألا تستمر هذه العادة إلى السبع والثمان ؟ ثم تصير أمراً عادياً ينشأ عليه الفتى ، وتشب الفتاة ، فيكبران وهما عليه ؟ وهل تنتقل البنت في يوم معين من شهر معين ، من الطفولة إلى الصبا في ساعات معدودات ، حتى إذا جاء ذلك اليوم حجبناها عن الشباب !!؟
أم هي تكبر شعرة شعرة .. كعقرب الساعة تراه في الصباح ثابتاً فإذا عدت إليه بعد ساعتين وجدته قد انتقل من مكانه ، فهو إذن يمشي وإن لم تر مشيه ، فإذا عودنا الأطفال على هذا الاختلاط فمتى نفصل بينهم !!؟
والصغير لا يدرك جمال المرأة كما يدركه الكبير ، ولا يحس إن نظر إليها بمثل ما يحس به الكبير ، ولكنه يختزن هذه الصورة في ذاكراته فيخرجها من مخزنها ولو بعد عشرين سنة ، أنا أذكر نساء عرفتهن وأنا ابن ست سنين .. قبل أكثر من سبعين سنة ؛ وأستطيع أن أتصور الآن ملامح وجوههن وتكوين أجسادهن .
ثم إن من تُشْرِف على تربيته النساء يلازمه أثر هذه التربية حياته كلها ، يظهر في عاطفته .. وفي سلوكه .. وفي أدبه إذا كان أديباً ، ولا تبعد في ضرب الأمثال ، فهاكم الإمام ابن حزم يحدثكم في كتابه العظيم الذي ألَّفه في الحب " طوق الحمامة " حديثاً مستفيضاً في الموضوع .
خلق الله الرجال والنساء بعضهم من بعض ، ولكن ضرب بينهم بسورٍ له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَلِهِ العذاب . فمن طلب الرحمة والمودة واللذة والسكون والاطمئنان دخل من الباب .. والباب هو الزواج ، ومن تسوَّر الجدار أو نقب السقف أو أراد سرقة متعة ليست له بحق ؛ ركبه في الدنيا القلق والمرض وازدراء الناس وتأنيب الضمير ، وكان له في الآخرة عذاب السعير .
انظر ذكريات الطنطاوي 5 / 268