عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 05:44 PM   #5
احمد المديني
مقاطع نشيط
 
الصورة الرمزية احمد المديني
 
رقـم العضويــة: 12089
تاريخ التسجيل: May 2009
المشـــاركـات: 420

افتراضي

لصوص الوطن وفقهم الله
روى لي هذه النكتة أحد الأصدقاء:
زار مسئول سعودي صديقه المسئول الأجنبي في قصره وسأله من أين لك هذا القصر الجميل، أجابه: هل ترى هناك المشروع الحكومي الذي تكلفته 15 مليون دولار؟..أجاب نعم، قال الأجنبي : منها مليون دولار لقصري هذا.

وعندما زار المسئول الأجنبي صديقه المسئول السعودي، قال له قصرك أكبر وأفخم من قصري بكثير فمن أين لك هذا؟ .. أجابه السعودي : هل ترى ذلك المشروع الحكومي الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار؟.. نظرالأجنبي بإستغراب وأجاب مندهشاً ولكني لا أرى أي أثر لمشروع!! .. أجاب السعودي : لذلك بنيت هذا القصر.
في تايلند وسيرلانكا مثلاً وغيرها كثير من دول العالم الثالث أجتمعت في بلدانهم صفتا الفقر والفساد، ومع هذا مدنهم لا تغرق رغم تعرضهم لأضعاف المطر الذي تعرضت له الرياض وجدة، ولم تنفق لديهم نفس الأمول التي أنفقت لدينا لأجل مشاريع الصرف الصحي أو تصريف السيول.
الفرق الذي بيننا وبينهم أن لصوصهم يسرقون جزء محدود من المال المخصص للمشاريع الحكومية،وأن لديهم رقابة أكثر، وشعوباً أكثر وعياً، بينما نحن لصوصناً أجرأ وأكثر وقاحة وجرماً، والرقابة والمحاسبة معدومة، والشعب لدينا أقل وعياً.
نحن لا نطلب من لصوصنا أن يكفوا عن لصوصيتهم، أو أن يكونوا لا قدر الله نزيهين تماماً، جل من نأمله منهم ونرجوه و نستعطفهم لأجله هو أن يسرقوا جزء معقولاً من الأموال ويتركوا للوطن الباقي كما يفعل باقي الفاسدين في دول العالم الثالث.
أو أن تقوم الدولة وفقها الله كأحد الحلول بتقنين الفساد وفق نظام محدد يمنح اللصوص جزء من الأموال بقدر معلوم ومحدد نظاماً بدلاً من سرقة المال كله أو جله.
مثلاً يمنح كبار المسئولين اللصوص 30% من قيمة كل مشروع أو صفقة كبدل أتعاب، ويضاف إليها 10% بدل نزاهة، كون أن اللص وفقه الله أكتفى بـ 30% من المال العام مضافاً إليها 10 % بدل نزاهة وأكتفى بذلك قانعاً.
فمشروع مثلاً تكلفته مليار سوف يحصل أحد لصوص المال العام وففهم الله جميعاً على مبلغ وقدره 400 مليون ريال، فيبقى للمشروع 600 مليون ريال، وذلك أفضل من أن يحصل اللص وفقه الله على 950 مليون ريال فيبقى للمشروع 50 مليون ريال يتقاسم باقي صغار اللصوص 30 مليون ريال فلا يبقى أخيراً سوى 20 مليون ريال وهذا مثال، فقد يكتفي اللص وفقه الله بـ 800 مليون فيبقي 200 مليون ريال يتقاسم باقي اللصوص الأقل شأناً مبلغ 150 مليون ريال، فيبقى 50 مليون فقط للمشروع.
فالقضاء على الفساد وسرقة المال العام في السعودية أمر مستحيل، لأن ذلك يتطلب دستور ومحكمة دستورية تحمي الدستور ومشاركة شعبية وقضاء مستقل مقنن يصدر أحكامه وفق قانون مدني يحدد ويوضح جرائم المال العام ويقرر عقوباتها ومؤسسات مجتمع مدني، وهذا كله يتعارض مع الشريعة حسب زعم اللصوص ومشيخة الدين المتنعمين في قصورهم ، ويتعارض مع الخصوصية السعودية، فاللصوصية وسرقة المال العام في ظل إنعدام الرقابة والمحاسبة جزء أصيل من الخصوصية السعودية، بل حتى مفهوم الفساد نفسه ملتبس والمفاهيم فيه مختطلة، فمنح أرض حكومية بمساحة ملايين المتر المربع لنافذ، في وقت يسكن فيه الفقير في العراء هو من العدل، لأنه لولي الأمر إنفاق المال وفق ما يراه من مصلحة قد تكون غير ظاهرة للعوام والفقر موجود من عهد الرسول، فلا مانع إذاً أن يغتني اللصوص أكثر ليصيب الفقر المزيد من الشعب كما كان المسلمين فقراء في عهد الرسول.
كتبت هذه المدونة في يوم الغرق بمدينة الرياض شهر مايو عام 2010م
الصور من صحيفة الرياض
منقول من مدونة الأنعتاق http://www.aalkanhal.com/?p=369

___________________________

علمتني الحياة..
إنني إذا كنت أريد الراحة في الحياة..يجب أن اعتني بصحتي
وإذا كنت أريد السعادة يجب أن اعتني بأخلاقي وشكلي
وأنني إذا كنت أريد الخلود في الحياة يجب أن اعتني بعقلي
وأنني إذا كنت أريد كل ذلك يجب أن اعتني أولا...بديني
احمد المديني غير متواجد حالياً