حياناً... من أطلق الوحوش؟ الأحد, 25 أبريل 2010
عبدالعزيز السويد
سائق باص طالبات المرحلة الابتدائية يعترف بـ200 اعتداء جنسي. السائق - وهو من جنسية عربية - قبضت عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدمام، بعد بلاغ من والدة طفلة تعرضت للاعتداء ولم تصمت. اكتشف لاحقاً أن لديه سوابق، وفي مقر سكنه عثر على اثباتات ومقاطع مصورة، وذكرت أخبار الصحف انه كان يشغل وظيفة مرموقة في إحدى الشركات وقد استغلها لابتزاز طالبات العمل.
قبل سنوات طرحت ضرورة إصدار قانون واضح لحماية النساء العاملات من الاستغلال والابتزاز والتحرش، جرى لاحقاً التهوين - بتصريح صحافي - من أهمية تلك المطالبة، ولم يكن طرحي من فراغ بل عن علم بقضايا حدثت لبعض المتقدمات للوظائف، أما نقل الطالبات فيكفي ان تنظر للفوضى التي تعصف بهذا القطاع - إن جاز التعبير - لتتوقع ان يحدث فيه كل شيء من دون ضجة.
يمكن ايقاف الكثير من التجاوزات بتجفيف المستنقعات، والاخيرة كثيرة سمحت لها جهات رسمية بالانتشار، انها من نتائج الاهمال والتراخي والتحول الى معامل لانتاج التراخيص وضع ما شئت من علامات التعجب والاستفهام وفتش عن المستفيد. وعندما يقوم وحش حقير مثل سائق الباص بمثل هذه الجرائم فإن البحث عن الاسباب واجب واصلاحها أوجب، يمكن لنا ان نطالب بإقامة الحد عليه وقطع رأسه اذا ثبتت عليه بعض تلك الجرائم، هذا من الإفساد في الأرض، إلا أن هذا لا يكفي بل من المهم إحداث تغيير في الواقع، سواء في قضايا النقل المدرسي أم في مسألة توظيف المرأة.
والصراحة انني أحمّل وزارتي النقل والتعليم المسؤولية عن اطلاق هذا الوحش، بل أتوقع توافر آخرين من أبناء جنسه، إذ تم توفير المكان المناسب للوحش المناسب. وجد افضل مكان للتجول بحرية وممارسة جرائمه من دون أي خوف أو حذر، وكان افضل موقع هو النقل المدرسي. كيف سمح له بالانخراط في عمل مثل هذا؟ هذا هو السؤال الذي يوضح الى أين وصلت الأمور في قضايا النقل، واهمال وزارة النقل لما يحدثه اسلوبها الاداري من اعتداء على المجتمع وأمنه. ان المتتبع لاوضاع النقل المدرسي يرى بعينه أحواله السيئة التي لا تُرضي صاحب ضمير فكيف بمسؤول. والفوضى التي تعصف به ونتائجها من جرائم وتجاوزات هي مسؤولية من أعطى التراخيص وسمح لهذا الكم من التستر بالانتشار ولم يحقق ويدقق.
ستبقى آثار هذه الاعتداءات كوابيس في ذاكرة الصغيرات الى ما شاء الله، وستبقى في ذاكرة أهاليهم صخرة ثقيلة، والمطلوب أن يتم الإسراع بمثول هذا المجرم امام القضاء، وفضح كيفية تمكنه من الاستمرار.
www.asuwayed.com