شكراً أخي الراسي الموضوع مهم ، ويستحق المناقشة .
وفعلاً راتب 1500 قليل جداً ، وأنا من أشد أنصار وضع حد أدنى من الأجور للسعوديين على فئات حسب المؤهلات ودرجة التعليم والخبرة، يعني ممكن أتسامح مع 1500ريال كحد أدنى لراتب سعودي أمي لا يجيد القراءة والكتابة، ولا يملك أي خبرات في أي شيء، لكن يضاف لها بدلات : مواصلات، تأمين صحي، سكن . هذا هو الحد الأدنى لأمنياتي في هذا الموضوع.
لكن الواقع أن التجار هم من يحددون هذه الحدود الدنيا، والدولة إلى الآن لا تريد التدخل أكثر من ذلك لإلزامهم بأكثر من 1500 لسعوديين مؤهلين أو يملكون شهادات،
والناس العاديين مثلي ومثلكم يملكون التكيف مع الواقع إلى أن يتغير ، وكيف يتغير ؟
بالسعي إلى المسؤولين لإيصال وجهة النظر المتعلقة برفع الحد الأدنى للأجور وجعله ملزم للقطاع الخاص. ومواصلة الإلحاح على ذلك إلى أن يتم التغيير .

أما التكيف فهو أن يقوم الشباب والشابات بالعمل حتى وفق هذا الراتب الضئيل، وذلك لاكتساب خبرات عملية تنفعهم في التقديم على عمل آخر بعد فترة وتحسن فرصهم في وظيفة أفضل براتب أفضل، وأنتم تعرفون تعنت القطاع الخاص في طلب الخبرة، لذلك فإن مجرد اكتسابها هو مكسب بحد ذاته،
بالإضافة إلى أن 1500 يمكن أن تغطي المصروف الشخصي للشاب مع شيء من التدبير، وهذا أفضل من أن يمد يده لأبوه أو أمه ياخذ منهم المصروف كأنه مازال الطفل الذي يعيلونه .
زائد أن العمل بحد ذاته فضيلة ، فهو ينظم وقت الإنسان ويلهي الشباب بعض الشيء عن إضاعة الوقت في التوافه أو الفضائيات الهابطة، أو مع أصدقاء السوء، أو في جلسات السمر والسهر على غير فائدة.
أخيراً فكروا معي ، أليست كم سنة تنقضي من العمر في عمل هزيل الراتب أكثر بركة من أن تنقضي مع البطالة واللا شيء .

بالمناسبة ، أعرف أسرة سعودية فقيرة من ثمانية أفراد ، أم مطلقة وأبنائها سبعة أصغرهم فتاة في 14من عمرها، هاجرهم أبوهم من أكثر من عشر سنوات ما يدري عنهم ولا يدرون عنه، و فيها أربع شباب عاطلين، ذكور وإناث ، ومؤهلاتهم تتراوح بين الأول ثانوي والثانوية العامة ، ولا يبدو أنهم راضين بالعمل ب1500، ورافضين من حيث المبدأ فكرة العمل كحراس أمن (سكيورتي) ، وأتساءل أليس لو رضي كل منهم بهذا المبلغ البسيط صار دخل الأسرة 1500×4= 6000ريال، وهو دخل يعيشهم على الكفاف بكرامة، أفضل من سؤال الناس وانتظار الصدقة التي قد تأتي أحياناً و لا تأتي دائماً ؟