والله تكلمنا ، والله صرخنا حتى تقطعت حبال الصوت
فما وجدنا إلا العقاب والأذى ممن( ضربني وبكى وسبقني واشتكى) ولعلي أُغير المثل لـ( سرقني وبكى سبقني واشتكى ) ! وبعد ما اشتكى ، أقاموا الحد عليّ
لكن ما يحدث ما هو إلا مصداق قول الحبيب صلى الله عليه وسلم " أيها الناس ؛ إنما أهلك من كان قبلكم ؛ أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله ـيعني أقسم بالله ـ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ؛ لقطعت يدها "
هذه القصة العجيبة التي وقعت في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت في امرأة من بني مخزوم - من أشرف قبائل العرب ، (((( ونداء لكل من يصنف الناس بقبيلي وطرش بحر ))) و كانت تستعير المتاع من الناس فتجحده ولا تعيده . فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تقطع يدها فأهم قريش شأنها وقالوا: كيف تقطع يد امرأة من بني مخزوم ؟.
ثم فتشوا من يشفع إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعله يسقط الحد . فرأوا أن يشفع إليه إسامة بن زيد بن حارثة - حبيب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبن حبيبه .
فشفع في هذه المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟! ) وهذا إنكار وتوبيخ ، فإن حدود الله لا يجوز لأحد أن يشفع فيها إذا بلغت السلطان لأن ذلك مضادة لأمر الله وتعطيل لشريعة الله
ثم قام صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال كلمته الصارمة العادلة بألا شفاعة لأحد ولا فاطمة بنت محمد !