بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فلن ينفعني اعتذار المهندس البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء , ولا اعتذار وزير الكهرباء , بل ولم أقف لحظة لأنتظر ذلك منهم , لأن اعتذارهم كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء , وهم يعلمون أنه دغدغة لا تحل مشكلة , ولا تزيل معضلة .
ترى هل ستقبل شركة الكهرباء اعتذار من تأخر عن السداد بالنسيان , أم ستباشر مهمة التنكيل به , وإغلاق العداد , غير مبالية بما ينطوي عليه ذلك الإجراء من تلفيات وخسائر !!!.
ثم ماذا سيقدم اعتذار المهندس لفقير أشقى نفسه لتحصيل قيمة ثلاجة أو مكيف , أو لشاب استدان سيارة لتأثيث منزله بما يتطلبه من أجهزة كهربائية ملائمة , أو لأسرة بلاعائل ترددت على جمعيات البر والمستودعات الخيرية بحثاً عن أجهزة صالحة للاستعمال , أو لمؤسسة أو شركة تعمل بالنظام الآلي , وتعتمد التقنية الحديثة , أو لغير هؤلاء وأولئك , ثم يجدون أنفسهم أمام واقع مرير , حيث العبث الذي لاحدَّ له , والفوضى التي يكتمل عقدها بالاعتذار الباهت البارد .
لماذا لاتكون شركة الكهرباء , أو وزارة الكهرباء , أو أي مسؤول له علاقة بالكهرباء , أكثر شجاعة , وأعظم مسؤولية , فيعلن للناس أن الشركة على استعداد لتعويض ماتلف عليهم بسبب رداءة الخدمة وفوضاها ؟ .
إن كان من ذكرتهم من المتضررين , وغيرهم ممن لم أذكرهم , لن يحصل بسبب مالحقه من أضرار إلا على اعتذار المهندس , أو وعود الوزير بتحسين مستوى الخدمة , ليبدأ معاناة ثانية في إصلاح ما أفسده التيار , حتى إذا تحمَّل فوق حِمله الذي عليه , فاجأه التيار بمالم يكن في حسبانه , ليصبح على موعد جديد مع اعتذار جديد ! .
لماذا لايوفر المهندس أو الوزير اعتذارهم , ويرسلونه مكتوباً مع فاتورة الكهرباء التي تحمل إنذاراً بفصل التيار – وكأن التيار يعمل – إذا تأخر المشترك عن السداد ؟ .
أتمنى أن تخجل الشركة من نفسها , وتُحسَّ بالمسؤولية الملقاة على عاتقها , وتبادر في إصلاح ما أتلفته , وإذا كانت عاجزة عن سداد قيمته , فلا أقل من أن تمنح المتضررين مايعادل ذلك من الخدمة , وهو أمر يسير لو كانت هناك إحساس بالمسؤولية , لأني لا أتصور أن شركة لا تتنازل عن هللة واحدة من حقها , تقبل أن تعتدي على حقوق الناس , إلا أن تكون تلك الشركة لاتعرف للناس حقَّا ولا قدرا ولا مكانة , فهل شركة الكهرباء كذلك ؟ .
أنا أتحدث بلسان الضعفاء المتضررين , وهم إن عجزوا عن إيصال أصواتهم , فمن حقهم علينا كما ننصح لهم في أمور دينهم , أن ننافح عن أمر معيشتهم , ومالهم من حقوق وواجبات .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّأسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك رداجميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبومالك
منقول