فترة الطفرة و الخير التي مرت بها هذه البلاد أدت لهذا الأمر.
الكثير من الأباء حولوا تعويض الحرمان الذي عاشوه بترفيه و تدليل أبنائهم فخرج لنا جيل يغرق في شبر ماء.
و المشكلة إن الظروف المحيطة أيضا لاتساعد على تطوير مهارات العيش لدى الصغار و الشباب.
لو جاء أحد اليوم و بنى بسطة بليلة لإبنه أمام باب بيته ليشغل وقت فراغ الولد و يعلمه شغله تشد عوده و تغنيه عن سؤال الناس تلقى البلدية ثاني يوم كسرتها له و غرمته .. و إن حاول يكون نظامي و يستخرج تصريح لهذه البسطة ضاع في دوامة الروتين الإداري ..
هذا غير الإنتقادات و التريقة على الولد من الأخرين سواء من أقرانه أو من أقربائه.
هناك الكثير من الفرص و الطرق للحصول على المال و بطرق شرعية بس مين إللي يفكر .. أذكر مرة الوالد (الله يطول عمره و يحفظه لنا) شجعني أجمع بقايا الأسلاك من العمارة إللي كان بيبنيها و علمني كيف أنزع الغلاف البلاستيكي عنها و أجمع السلك النحاسي فقط و بعد ما تجمعت كمية لا بأس بها من بقايا التسليكات أخذني و رحنا محل ما يشتروا السكراب و بعناها بالكيلو والقيمة إللي طلعت أخذتها أنا.
بحمد الله .. على ماتخرجت من الثانوي كنت قد أشتغلت كذا شغلة خاصة في أوقات الإجازات الصيفية .. بعت بليلة و طراطيع (شروخة.. بس لحد يسمع

) و حتى زهور صناعية .. كنت اشتريها بالكرتون و أنسقها باقات وأبيعها في بسطة قدام البيت قبل العيد.
الآن أنا بحمد الله موظف لكن صدقوني أشتاق لذيك الأيام و بإذن الله راح أحاول أعلم اولادي كما تعلمت.