عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2009, 01:49 PM   #8
manfoha
مقاطع فعال

 
رقـم العضويــة: 11994
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشـــاركـات: 568

افتراضي انظر ما يقوله عبد البارى دولار عن السعوديه اليوم

تكرر نشر الموضوع مرة أخرى بنفس المحتوى في يوم أخر ..

ان تحدث خلافات بين حكومات عربية حول بعض القضايا الثنائية، اقتصادية كانت ام سياسية، فهذا امر طبيعي لا غرابة فيه، لكن ان تتبع هذه الخلافات اجراءات وممارسات انتقامية ثأرية تنعكس سلباً على مواطنين ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الخلاف، فهنا مكمن الخلل، بل والعيب في الوقت نفسه.
هناك خلاف متفاقم بين دولتي الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يعود الى تمرد الاولى على هيمنة الثانية، وانسحابها من مجلس النقد الخليجي الموحد، ورفضها توقيع اتفاق العملة الخليجية الموحدة، بسبب رفض السعودية طلباً تقدمت به حكومة الامارات باستضافة مقر البنك المركزي الخليجي الموحد، واصرارها على ان تكون الرياض مقر هذا البنك، اسوة بالمقر الدائم للامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.
المملكة العربية السعودية، او الشقيقة الكبرى كما يطلق عليها من قبل الدول الصغيرة في مجلس التعاون، غضبت غضباً شديداً جراء تجرؤ دولة الامارات على التمرد عليها، ورفض قرارها، اي السعودية، باستضافة البنك المركزي الخليجي في عاصمتها، فقررت معاقبتها بطريقة موجعة.
في البداية منعت الحكومة السعودية الاماراتيين من دخول اراضيها بالبطاقة الخليجية الموحدة، وعندما لم تصرخ الامارات الماً من هذا القرار بادرت السعودية الى التصعيد من خلال فرض تعقيدات ادارية على منافذها الحدودية مع دولة الامارات العربية المتحدة ادت الى عرقلة مرور الشاحنات المتجهة اليها.
من ضمن التعقيدات التي فرضتها الحكومة السعودية على المنفذ الحدودي مع ابوظبي أخذ بصمات سائقي الشاحنات، وتفتيشها بشكل دقيق، وعرقلة مرورها بحيث فسدت معظم حمولتها بسبب الحرارة الشديدة.
التقارير الواردة من المنفذ الحدودي بين الامارات والسعودية تفيد بان طول طابور الشاحنات المنتظرة لدورها في العبور يمتد لأكثر من 24 كيلومتراً، وبعض الشاحنات متواجدة في المكان نفسه منذ تسعة ايام، حيث تصل درجة الحرارة الى حوالي خمس وأربعين درجة مئوية، ولا توجد اي استراحات او دورات مياه يلجأ اليها السائقون المنتظرون السماح لهم ولشاحناتهم بالمرور.
من المفارقة ان معظم هذه الشاحنات واصحابها هم من غير مواطني دولة الامارات، وبالتحديد من سورية والاردن وتركيا وفلسطين، اي ان الاجراءات السعودية هذه لا تلحق ضرراً بالاماراتيين، وانما بمواطني دول ليست لها اي علاقة بالخلاف الاماراتي السعودي. ومعظم هؤلاء السائقين من الفقراء المعدمين الذين يعيلون عائلات كبيرة العدد.
ولعل المفارقة الاكبر، انه حتى قبل شهر، كانت اجهزة الاعلام في البلدين تتحدث عن الوحدة الخليجية، والمصير المشترك، والطموحات في ازالة الحدود، وجواز السفر الموحد، والقواسم الاجتماعية والسياسية والمالية المشتركة، فكيف انقلب الوضع رأساً على عقب بعد حدوث خلاف بسيط وممكن الحدوث، وبرزت الرغبات الانتقامية والثأرية بالشكل القبيح الذي نراه على الحدود، فهذا أمر يستعصي على الفهم والتفسير؟
المؤسف ان العلاقات بين الانظمة العربية لا تقوم على اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مثلما هو الحال في معظم الدول المتقدمة والمتخلفة على حد سواء، وانما على اساس المزاجية والشخصنة والنزعات الثأرية والانتقامية في اول خلاف يحدث. ولهذا تسود الفرقة والشرذمة وتتعزز نوايا الاستعانة بالاجنبي في مواجهة الشقيق.
نشعر بالتعاطف الكبير مع الفقراء المعدمين سائقي الشاحنات واحوالهم المزرية، وهم ينتظرون في صحراء قاحلة في صيف ملتهب، مثلما نشعر بالأسف الشديد لوجود مثل هذه العقليات التي لا تتورع عن اتخاذ قرارات على هذه الدرجة من الرعونة والتسرع وبهدف لي ذراع اخ شقيق، او كان بالامس القريب شقيقاً عزيزاً.

___________________________


التعديل الأخير تم بواسطة abuhisham ; 13-06-2009 الساعة 09:24 PM سبب آخر: توضيح سبب الدمج ... باللون الأزرق.
manfoha غير متواجد حالياً