رائعة للدكتور العشماوي
مـن نبـع هديـك تستقـي الأنـوار=وإلـى ضيائـك تنتـمـي الأقـمـار
رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـة=ديـنـا يـعـزُّ بـعـزَّه الأخـيــار حُفظت بك الأخـلاق بعـد ضياعهـا=وتسامقـت فـى روضهـا الأشجـار وبُعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـدٍ=صدقـتْ بــه وبديـنـه الأخـبـار أصغت اليـك الجـن وانبهـرت بمـا=تتلـو، وعَـمَّ قلوبـهـا استبـشـار يا خير من وطيءَ الثـرى وتشرفـت=بمسـيـره الكثـبـان والأحـجــار يا من تتـوق إلـى محاسـن وجهـه=شمـسٌ ويفْـرَحُ أن يـراه نـهـار بأبي وأمـي أنـتَ ، حيـن تشرَّفـت=بـك هجـرة وتـشـرَّفَ الأنـصـار أنْشَـأْتَ مدرسـة النبـوة فاستقـى=مـن علمهـا ويقينـهـا الأبــرار هـي للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا=ولمنهـج الديـن الحنـيـف مـنـار لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا=شَرُفَـتْ بــه وبعلـمـه الآثــار ربَّيْـتَ فيهـا مـن رجالـك ثُـلَّـةً=بالحـقِّ طافـوا فـي البـلاد وداروا قـوم إذا دعـت المطامـع أغلـقـوا=فمها ، وإن دعـت المكـارم طـاروا إن واجهـوا ظلمـاً رمـوه بعدلهـم=وإِذا رأوا ليـل الـضـلال أنــاروا قـد كنـت قرآنـاً يسيـر أمامـهـم=وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا=إلا وأفـئـدة الـعـبـاد عَـمَــار لو أطلـق الكـونُ الفسيـحُ لسانـه=لسـرتْ إليـك بمـدحـه الأشـعـار لو قيل : مَنْ خيرُ العبـادِ ، لـردَّدتْ=أصواتُ مَنْ سمعوا : هـو المختـارُ لِمَ لا تكون ؟ وأنـتَ أفضـلُ مرسـلٍ=وأعزُّ من رسموا الطريـق وسـاروا ما أنـت إلا الشمـس يمـلأ نورُهـا=آفاقَنـا ، مهـمـا أُثـيـرَ غـبـار مـا أنـت إلا أحمـد المحمـود فـى=كـل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار والكعبـة الغـرَّاءُ تشـهـد مثلـمـا=شهـد المقـامُ وركنـهـا والــدَّار يا خير من صلى وصام وخيـر مـن=قـاد الحجيـج وخيـر مـن يَشْتَـارُ سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه=إن لـم يتـب ممـا جـنـاه الـنـار لكأننـي بخطـاه تـأكـل بعضـهـا=وهنـاً ، وقـد ثَقُلَـتْ بـهـا الأوزار مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر=بـل منـه نالـت ذلــة وصَـغَـار حلّقت في الأفـق البعيـد، فـلا يـدٌ=وصلـت إليـك ، ولا فـمٌ مـهـذار وسكنت فى الفردوس سُكْنَى من بـه=وبـديـنـه يتـكـفَّـل الـقـهَّـار أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـة=فلـك السمـو وللحـسـود بــوار إنــا ليؤلمـنـا تـطـاول كـافـر=مـلأت مشـارب نفـسـه الأقــذار ويزيـدنـا ألـمـاً تـخـاذل أمــةٍ=يشكـو اندحـار غثائهـا الملـيـار وقفت على باب الخضـوع، أمامهـا=وهـن القلـوب، وخلفهـا الكـفـار يـا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا=مـن قبـل أن يتحـرك الاعـصـار يا خير من وطيء الثرى، فى عصرنا=جيـش الرذيلـة والهـوى جــرَّار فى عصرنا احتدم المحيط ولـم يـزل=متخبِّطـاً فــى مـوجـه البـحَّـار جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى=ومـن الهـوى تتسـرَّب الأخـطـار أنت البشيـر لهـم، وأنـت نذيرهـم=نعـم البـشـارةُ مـنـك والإنــذار لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربـوا=فأصابهـم غَبَـشُ الظنـونِ وحـاروا صبغوا الحضـارةَ بالرذيلـةِ فالْتقـى=بالذئـبِ فيهـا الثَّعْـلـبُ المَـكَّـارُ ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهـم)؟=يُصغـي الرُّعـاةُ وتفهـم الأبـقـار ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم=حتـى تمـادى الشـرُّ والأشــرار عجبـاً لهـذا الحقـد يجـري مثلمـا=يجري (صديدٌ) فى القلـوب ،و(قََـارُ) يا عصرَ إلحاد العقـولِ، لقـد جـرى=بـك فـي طريـق الموبقـاتِ قطـار قََرُبَت خُطاك مـن النهايـة، فانتبـهْ=فلربَّـمـا تتـحـطَّـم الأســـوار إنـي أقـول ، وللـدمـوع حكـايـةٌ=عـن مثلهـا تتـحـدَّث الأمـطـار: إنَّــا لنعـلـم أنَّ قَــدْرَ نبـيِّـنـا=أسمـى ، وأنَّ الشانئـيـنَ صِـغَـارُ لكـنـه ألــم المـحـب يـزيــده=شرفـاً، وفيـه لمـن يُحـب فخـار يُشقي غُفـاةَ القـومِ مـوتُ قلوبهـم=ويـذوق طعـمَ الـرَّاحَـةِ الأغْـيـارُ |
صح لسانك ولسان العشماوي .. شكري مع مروري اخوي ابو لمار . |
الساعة الآن 12:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by