أضواء
مواجهة غلاء الأسعار ل(المقاطعة)
جاسر عبدالعزيز الجاسر

http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/1.jpg

يظهر أن (لوبي) الغلاء أقوى مما نعتقد نحن الصحفيين وبعض المواطنين الذين (شوتهم) الأسعار المبالغ فيها، فقد أمتد نفوذ هذا (اللوبي) إلى المواقع الإلكترونية التي تحدثت عن غلاء الأسعار، فقد فوجئنا وفوجئ غيرنا من متتبعي (الشبكة العنكبوتية) إغلاق موقع (المقاطعة) الذي قدم أسلوبا حضاريا في محاربة الغلاء، فهذا الموقع الذي أنشأه عدد من الشباب والشابات متطوعين لفضح الشركات التي رفعت أسعار السلع التي تنتجها، وقد قدم القائمون على الموقع سلعا بديلة وبأسعار أقل بكثير من الأسعار التي رفعتها الشركات، وقد تضمن الموقع العديد من السلع البديلة التي وجد فيها المواطنون بديلا رائعا كسر إلى حدٍ ما جشع ممن أقدموا على رفع الأسعار، وكانت خطوة إنشاء الموقع عملاً إيجابياً رائعاً يسجل لأبناء الوطن من الشباب والشابات الذين أنشئوا الموقع وطوروه وبذلوا جهودا كبيرة في تتبع أسعار السلع ومقارنتها بالأسعار البديلة.

موقع (المقاطعة) أغلق أو توقف لعدة أيام، ليعود بعد اعتذار مهذب من القائمين عليه يذكرون (أنهم يأسفون لتوقف الموقع لخلل فني، وأنهم عادوا بوعد أن يكون المحتوى أقوى من السابق).

وسواءً توقف الموقع لخلل فني، أو بتدخل خارجي، أو تخريب من المتضررين، فالنتيجة التي نصل إليها بأن العمل الإيجابي لمواجهة أي خلل أو انحراف اقتصادي أو اجتماعي لابد وأن ينتج عملاً إيجابياً، ولو لم يكن الموقع مؤثراً لما التفت إليه، ولم يتوقف، ولم يشعر به أحد، فقد أثار توقفه العديد من التساؤلات عجلت بعودته وإصلاح الخلل الفني..!!

كما أن حملت الموقع وإعلان أسماء السلع والشركات الغالية للأسعار دفع الكثير من الشركات والتجار إلى القيام بحملات لتخفض بعض الأسعار.. والعودة كما يقولون لأسعار زمان..!! ولا ندري لماذا أصلاً تم تجاوز هذه الأسعار..؟!!

وخطوة شباب موقع (المقاطعة) تؤكد أن هناك فئات في المجتمع إيجابيون في تعاملهم مع من يحاول استغلال هذا الشعب، وأنهم قادرون على إفشال الأعمال الشريرة، إنهم أحسنوا العمل والتصرف، وهذا يدعونا إلى مطالبة المواطنين كافة في مقاطعة الشركات والسلع التي رفع التجار أسعارها لإجبارهم بالعودة إلى أسعار زمان وإلا ظلت سلعهم حبيسة رفوف محلات البيع.