الرياض – العربية.نت
ازدادت انتقادات السعوديين لوزير التجارة والصناعة عبدالله هاشم يماني بعد ظهوره على شاشة القناة الأولى في التلفزيون السعودي مساء الخميس 16-8-2007, متحدثاً عن موجة الغلاء التي تضرب الأسواق السعودية في الوقت الراهن وارتفاع المواد الاستهلاكية مواد البناء.
وظن المشاهدون أن الوزير المعني بمراقبة الأسواق سيبعث رسائل تطمينية إلى المستهلكين وأخرى إلى التجار لوقف الزيادة المضطردة في الأسعار، إلا أن الوزير خالف هذه التوقعات وطلب من الناس تغيير أنماط حياتهم الاستهلاكية داعياً إياهم إلى تغيير نوعية الأرز الذي يتناولونه وتبديله بنوع آخر أقل في السعر.
وقال يماني: "هناك 19 نوعاً من أنواع الأرز الموجودة في السوق السعودية، وكلها تملك نفس القيمة الغذائية، وهذا يدعو إلى أن يغير الإنسان نوعية الأرز الغالية إلى نوعية أقل ثمناً إذا ما علمنا أن القيمة الغذائية لا تتغير بين أنواع الأرز".
وحاول الوزير في حديثه إقناع المشاهدين بأن الأسباب إلتي أدت إلى ارتفاع الأسعار تعود إلى "دوافع عالمية من بينها تأثر التجارة البينية بين السعودية وأوروبا بتغير سعر اليورو."
ورغم أن الوزير أكد أن وزارته نجحت في ضبط العديد من المواد المغشوشة والمقلدة إلا أنه لم ينل رضا المشاهدين الذين توقعوا أن يوضح الوزير العقوبات التي فرضت على التجار الذين أدخلوا المكسرات التي اكتشفت وهي تحمل مواد مسرطنة واعترف بذلك الوزير.
وقال المشاهد حمد الدوسري تعليقاً على لقاء الوزير: "لم تقنعني تبريرات الوزير، الغلاء يضرب في كل أوصال المنتجات، لم نجد حلولاً ناجعة في حديث يماني".
وبدورها قالت فاطمة الزهراني إن "تعليقات الوزير على أقوال المواطنين في التقرير التلفزيوني لم تخفف معاناتنا في الشراء".
وأضافت "منذ سنتين والأسعار في ارتفاع، ونحن نترقب تطمينات الوزارة المعنية بهذا الجانب، لكن أن تصل الزيادة في الغذاء الرئيسي للسعوديين فهذا لا يحتمل، فالواجب أن تتدخل الدولة وتلجم موجة الأسعار".
ويعد الأرز أو ما يسميه السعوديون بـ"الرز" الوجبة الرئيسة في الموائد اليومية لساكني السعودية، ويفضل السعوديون الأرز المخزن لفترات أطول، وتتفنن السعوديات في تقديم أنواع عديدة من أطباق الرز مصحوبة بلحوم الغنم أو الجمال أو الدجاج أو الأسماك.
وتستورد السعودية الأرز من أكثر من دولة إلا أن الأرز الهندي والأميركي يحظيان بقبول واسع بين الأوساط المحلية في السعودية, ويتحدث السعوديون عن الزيادة المضطردة في أسعار الأرز، معتبرين أن زيادة 30 % في الكيس الواحد يشكل عبئاً على دخل الأسر المتوسطة في السعودية.
وقال أحمد العبيد أن أسعار الأرز بهذا الشكل ستجعل ميزانيات الأسر المتوسطة والصغيرة ترزح تحت رحمة الديون, مضيفاً أن "الرز هو الوجبة الرئيسة لنا، وعندما يرتفع السعر بهذا الشكل لا يمكن أن نشتريه من خلال مرتباتنا المتواضعة، فلا بد من الاستدانة وهذا يشكل عبئاً على دخولنا الشهرية".
ويضع السعوديون "أيديهم على قلوبهم" خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد أكبر إقبال شرائي على المنتجات الغذائية، مبدين خشيتهم من استمرار موجة الغلاء لتشمل مواد غذائية أخرى، متمنين في الوقت ذاته أن تعمل الوزارة المختصة بمراقبة الأسواق على ضبط السوق وعدم استغلال المناسبة من قبل تجار المواد الاستهلاكية.